قدورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحـب في الله بين الزوجين

اذهب الى الأسفل

الحـب في الله بين الزوجين Empty الحـب في الله بين الزوجين

مُساهمة من طرف Admin الإثنين فبراير 10, 2014 4:29 pm

الحـب في الله بين الزوجين 10_%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%AD_%D9%84%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8_%D8%A8%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%AC%D9%8A%D9%86

على الزوجين المتحابين في الله أن يبنيا حياة زوجية مستقرة تتغشاها السكينة وتسودها الألفة والمودة تذوب في ظلالها الآمنة الخلافات الزوجية وينشأ أبناؤها متحابين، أسوياء بعيداً عن كل أشكال الانحراف.
إن تعميق الحب في الله بين الزوجين يخلق حياة سعيدة، تخشى الله وتخاف عقابه وتقبل على طاعته وتدرك حدود الحلال والحرام، وفيما يلي تفاصيله:

حلاوة الإيمان
- الحب في الله رابطة من أقوى الروابط التي يجتمع في مظلتها المؤمنون، وهي رابطة تنتج في النفس حلاوة الإيمان، وفى الحديث الصحيح عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما… إلى آخر الحديث”. البخاري – الجامع الصحيح. وحلاوة الإيمان تقوي الرابطة بين المؤمنين، والأوثق من ذلك الرابطة الزوجية التي وضعها الشارع الإسلامي بأنها الميثاق الغليظ، وإذا كانت هذه الرابطة الزوجية مفعمة بحب الله ورسوله فإنها حتماً سوف تكون قوية ومتماسكة ضد أية تصاعدات أو مشكلات، ويمكن للزوجين أن يتحابا في الله عبر الخطوات التالية:
- أن يطلب الزوجان من الله تعالى أن يلقي المحبة في قلبيهما ويداوما على هذا الدعاء؛ لأن الله عزَّ وجلَّ هو مالك الملك وما من نعمة إلا وهي بيده.
- عليهما أن يأخذا بالأسباب التي تولد المحبة والألفة من خلال تبادل عبارات المودة والتقدير، وفي حديث صحيح لأبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكلمة الطيبة صدقة) – البخاري – الجامع الصحيح -.
وفى حديث آخر لإبي ذر الغفاري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) – صححه الألبانى في الأدب المفرد – هذا فضلاً عن التخلّق بالأخلاق السامية التي تجذب كل طرف إلى الآخر.
- الحرص على الواجبات الدينية يولد المحبة والترابط، أما هجران هذه الفرائض فيولد التقاطع والتدابر ومن ثم تضطرب الحياة الزوجية.
- الابتعاد عمَّا حرَّم الله تعالى من المعاصي والآثام، والإكثار من الطاعات وأعمال المعروف.
- يجب على الطرفين أن يتقيدا بأوامر الشرع، فيقوم كل طرف بالحقوق والواجبات الزوجية كما ينبغي، وهذا من شأنه أن يقوي الرابط الزوجي ويوثقه، ويولد في قلوب الأزواج والزوجات محبة الله ورسوله.
- ينبغي على الزوجين أيضاً استذكار الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تشتمل على الترغيب والترهيب، فعلى الزوج أن يرغب زوجته في الأحاديث والآيات التي تدعو إلى إشاعة الألفة والمودة والسكن في أرجاء الحياة الزوجية، وأن يحذرها من أن التهاون في ذلك سوف يؤدي إلى انهيارها وشيوع القلق والاضطراب في أوساطها.
قطعة من الجنة
و الحياة الزوجية في ظل الحب في الله تسودها علاقات متينة يراعى فيها العدل والإنصاف وتسود فيها المحبة والألفة: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةًْ} [الروم: 21]، وفي ظل الحب في الله يصبح البيت أشبه بقطعة من الجنة، حيث الاطمئنان النفسي، والاستقرار الأسري، والأمان الزوجي، كما ينشأ الأبناء أسوياء متحابين في الله غير متنازعين أو متشاكين، ومطيعين له سبحانه وتعالى غير عاصين أو مدمنين للمخدرات، وحاجة الأبناء إلى المحبة تفوق حاجتهم إلى الطعام والشراب.
والحب في الله يخلق أسرة منتجة ومبدعة وذات مهارات متطورة؛ لأنها في هذه الحالة ستأخذ بكل أسباب النجاح والتقدم وهذه هي نتائج الطاعة، فالإيمان يفجرفي المرء طاقات وإبداعات كثيرة.
ويؤدي الحب في الله أيضاً إلى إشاعة الحب بين أسرتي الزوجين، فعندما يرى أهل الزوجة أن الزوج يعاشر ابنتهم بالمعروف فإن ذلك سيدعوهم إلى حب الزوج، وكذلك فيما يرى أهل الزوج أن زوجة ابنهم تقدس الحياة الزوجية وتتعامل مع ابنهم وفق مقتضيات الشريعة الإسلامية، فإن ذلك سوف يؤدي إلى تبادل الحب في الأسرتين ومن ثم ترابطهما.
الحصن الحصين
و الأسرة الآن هي الحصن الحصين والدرع الواقي لحماية الأبناء من الوقوع في الانحرافات والأخطاء، فالأسرة المتماسكة دينياً والمتحابة في الله تنتج أبناءً مرتبطين بالمساجد، ناجحين في حياتهم، مؤمنين بوجوب هذا النجاح والتفوق، أما الأسرة المفككة البعيدة عن الله عزَّ وجلَّ فإنها تخرج شباباً منحرفاً، قد يتعاطى المخدرات وقد ينتمي إلى جماعات عبادة الشيطان.
وقد حرص الإسلام على تنشئة الأبناء في ظل الإسلام، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله ليعجب من الشاب الذي ليس له صبوة” – رواه العجاوي عن عقبة بن نافع – كشف الخفاء وإسناده حسن – أي إن الله عزَّ وجلَّ يثني على الشاب الذي ليس له كبوة أوشذوذ أو انحراف.
ولهذا على الأسرة أن تجتهد قدر الطاقة وأن تنشئ أبناءها على الطاعة وحب الله وحب رسوله.
رفق ولين
و الحب في الله يلزم طرفي العلاقات الزوجية بأن يتعاملا برفق ولين، فتلتزم الزوجة بواجباتها ومسؤولياتها ويلتزم الزوج بواجباته ومسئولياته أيضاً، ويسعى كل منهما إلى عدم ظلم الآخر، وإذا حدث أية خلافات أو عواصف زوجية فإن تجاوزها سيكون أمراً حصيناً، لأن كلاً منهما يخشى الله ويضع أمامه الآية الكريمة: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة: 24].
ومن بين مظاهر حب الله عزَّ وجلَّ أن يلتزم الزوجان بما قرره الشارع الحكيم، فتطيع المرأة زوجها وتصوم شهرها وتحصن نفسها، ويقوم الزوج على أمرها فينفق عليها ويطعمها مما يطعم ويكسوها مما يلبس وغير ذلك من التعاليم الإسلامية المقررة.
وكما قلت إن الحب في الله يخلق الألفة والمودة بين الزوجين، والسعادة الزوجية لا يمكن أن تتوافر إلا في ظل محبة الله عزَّ وجلَّ ومحبة رسوله، فقد أمر الإسلام بإنصاف المرأة وأعطاها حقوقها كاملة، وبالتالي فإن التمسك بالإسلام والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين، كل ذلك سوف يكون مجلبة للسعادة، فقد كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر البيوت حباً وطاعة لله، ولذلك كانت السعادة ترفرف عليه.
علامات في حب الله
وعلامات حب الله التي يجب أن يدركها الزوجان هي:
- حبه عزَّ وجلَّ باتباع تعاليمه والابتعاد عن نواهيه، وحب النبي بالاقتداء به وحب آل بيته وأزواجه وصحابته والتطلع إلى لقائهم.
- طاعة الله عزَّ وجلَّ ووضع كل شيء في حياة الإنسان في ميزان الله لمعرفة حلاله وحرامه.
- تعظيم الله عزَّ وجلَّ وتوقيره والتأدب معه ومعرفة آلائه ونعمه.
- تحصيل ما يحبه الله ورسوله من الأقوال والأفعال.
- ترجيح محبة الله تعالى على ما سواها من محبة سائر المخلوقين.

Admin
Admin

عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 10/02/2014
العمر : 41

https://qadora.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى